التوأم مــ؛؛ــديــ؛؛ــرالــ؛؛ــمــ؛؛ــنــ؛؛ــتــ؛؛ــدى
عدد الرسائل : 663 العمر : 36 الجنس : السٌّمعَة : 0 نقاط : 2147495837 تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: ذكـــريات مُنســــــــاب الأحد مايو 04, 2008 10:35 am | |
| <hr style="color: rgb(230, 230, 230);" size="1"> هو يذكر كل شيء عما حدث، بكل التفاصيل، ولذا يكتبها اليوم خوفا من أن ينساها
أو أن يرغم على نسيانها، يذكر كل شيء وكأنه الأمس القريب ... بكل دقة، بل يعيش فيه.
ولأن الذكريات كالأفكار في عشوائيتها وسرعتها، لذلك فإنه لا يستطيع أن يحدد أي منها سبق الآخر، المهم أنه يذكرها وسيكتبها.
يذكر حبه لها وتضحيتها من أجله مراراً؛ لأنها كانت تحبه من صميم قلبها، وكان يعتبرها ملكه، بل إنها كانت كذلك بالفعل ... يدافع عنها ويحميها بما أوتي من قوة ولو كانت قليلة ...
يذكر احتلال الأرض، ذلك الجو الخانق الذي نمت فيه أروع قصة حب عرفها التاريخ ... يذكر المحتلين ...
كيف كانوا ينظرون لها وفي عيونهم الجشع القاتل، الرغب الجامح ... إلا إنهم كانوا يخافونه ...
يذكر هدم البيوت فوق رؤوس أصحابها ... يذكر هدم البيوت وتشريد سكانها ... يذكر القتل ...
يذكر الدماء، يراها تغطي كل شبر من أرضه ... دماء طاهرة عطرة ... يذكر التنكيل ...
يذكر التعذيب في السجون وفي الشوارع ... يذكر الوحشية المطلقة ... يذكر الإهانة والإذلال ...
يذكر الظلم والبغي ... وبين كل ذلك يذكرها، وكأنها البدر البراق في ليلة تمامه يعانق صفحة السماء السوداء
فتزداد به جمالا وروعة ... وكأنها الشمس في نهار مطير، تبعث الدفء والسكينة في النفس من جديد ...
وكأنها أبدع لحن عرفته البشرية جمعاء، لحن مؤلفه عبقري بكل المقاييس.
يذكر ذلك اليوم المشؤم ...
كانا جالسين على شاطيء البحر ... تتكسر الأمواج عند أقدامهما ... يناجيان إله العشق بأجمل قصائد الحب
على مر العصور ... يذكر كيف تشوهت الصورة ... كيف اختفى البدر من السماء وصار محاقا ... يذكر كيف
غربت الشمس فجأة ... كيف جفت مياة البحر الغزيرة ... يذكر أنها لم تعد بجواره، اختطفها المحتلون
المعتدون ...
يذكر أنهم عذبوها ... حاولوا تشويهها ... حاولوا قتلها لكنهم لم يستطيعوا ... يذكر محكمة الهزل التي
أقيمت لإدانتها بالإرهاب، الإرهاب !!! إنها من أكثر من عرفهم في حياته مسالمة ... يذكر كيف صدر الحكم بإعدامها أمام العالم أجمع لأنها روعت الآمنين ... يذكر أنه ترك قاعة المحكمة وقد صمم على
استعادتها وإن كان الثمن حياته ... حتى ولو كانت بين براثن المحتلين المعتدين ... يذكر كيف
اشترى الحزام الناسف ... وكيف أعد خطته ... ويعلم أن الجميع سيقول عنه أنه إرهابي ... يعلم أن
الثمن حياته ... ولكن ما قيمتها بجوار حياتها هي.
يذكر الجميع كيف وقف شامخا رأسه وسط الميدان ونادى بأعلى صوته ...
لأجلك من أحببـت أهدي حيــاتي وإن كان عمري في الحياة قصير
فهــــذي النــــفس مني هــديـــة إليك يا قدس الإله تســــــــــــير
ثم ضغط زر التفجير
ثم لم يعد يذكر شيئا البته. | |
|